منتديات التربية و التعليم الاعدادي.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات التربية و التعليم الاعدادي.

من اجل تربية راشدة و تعليم مثمر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدين والمجتمع(تتمة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بوزاكو مصطفى السوسي




عدد الرسائل : 335
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 18/06/2008

الدين والمجتمع(تتمة) Empty
مُساهمةموضوع: الدين والمجتمع(تتمة)   الدين والمجتمع(تتمة) Emptyالأحد يونيو 22, 2008 12:54 pm

فـنظر يسوع حوله وقال لتلاميذه ما اعسر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله. فتحير التلاميذ من كلامه. فأجاب يسوع أيضاً وقال لهم: يا بني, ما أعسر دخول المتـّـكلين على الأموال الى ملكوت الله. مرورجمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنّي إلى ملكوت الله "( إنجيل مرقص. اصحا 10 آية 17 -25). بقي الانتماء الأسري أو العشائري أو القبلي القائم على قرابة الدم. ولقد أنكر المسيح تقـد يمه أو مساواته بالأخوة في الدين. " وفيما هو يكلم الجموع إذا امه واخوته قد وقفوا خارجين طالبين أن يكلموه. فقال له واحد هوذا امك واخوتك واقفون خارجا ً طالبين ان يكلموك فأجاب وقال للقائل له: من هي امي ومن هم اخوتي. ثم مد يده نحو تلاميذه وقال: ها أمي واخواتي لأن من يصنع مشيئة ابي الذي في السموات هو اخي واخوتي وامي " ( إنجيل متّى. اصحاح 12آية 46-50).

19- أما عن البشرى بالإسلام فقد التمسها البعض في كلمة " الانجيل" حيث تعني في أصلها اللغوي " البشرى " وقيل إنما جاءت فيما رواه يوحنا في انجيله من أن المسيح قد قال: " ومتى جاء المعزّي الذي سأرسله انا اليكم من الأب روح الحق الذي من عند الأب ينبثق فهو يشهد لي " ( الاصحاح 15 آية 26). ولسنا نرى في أي القولين مايدل على البشرى بالإسلام على وجه التحديد. ولعل الصعوبة في الاهتداء إلى البشرى من أقوال عيسى عليه السلام ما غلب على تلك الأقوال من الصيغ الرمزية, وما يكون شاب النقل عنه في الانجيل من القصور.

على أي حال فإناّ نعتقد أن أول عناصر البشرى قد جاء في الزّبور ( الكتاب الذي أنزل على داوود ). ففيه يقول: " الحجر الذي رفضه البناء ون قد صار رأس الزاوية " ( المز مور 118 ). ولقد كان بنو اسرائيل يعرفون في ذلك الوقت أن جدهم ابراهيم كان قد بنى الكعبة للمرة الرابعة ومعه اسماعيل ولده من هاجر, وفي الكعبة يقوم الحجر الاسود رأساً للزاوية. ولم ينل ذلك مما كان بنو اسرائيل يتباهون به من أن كل الأنبياء والرسل منهم وإليهم فقال متّى في انجيله: " قال لهم يسوع أما قرأتم قطّ في الكتب. الحجر الذي رفضه البناء ون هو قد صار رأس الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا. لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطي لأمة تعمل أثماره " ( الاصحاح 21 آية: 42, 43, 44). فدلّ كل هذا على أن ملكوت الله (الدين) سينتقل إلى الأمة القائمة عند الكعبة حيث الحجر رأس الزاوية. وذلك ما عرفته جماعة من المطلعين على الكتب المقدسة مثل عبيد الله بن جحش, وعثمان بن الحويرث, وزيد بن عمروبن نفيل.. وورقة بن نوفل فتوقعوا الرسالة الجديدة حيث جاءت, وصدقها ورقة بن نوفل ابن عم خديجة زوج الرسول بمجرد أن اخبرته بأول الوحي.

على أي حال, تلك كانت الطفرة في المضمون من دين المجتمعات القبلية إلى دين الإنسانية تأكيداً لما قلنا من قبل عن اتساق تطور الدّين مع تطور المجتمعات في التكوين من الأسرة إلى العشيرة إلى القبيلة إلى الشعب. بهذا تم التمهيد ليجيء رسول من غير بني اسرائيل يحمل رسالة إلى الناس جميعاً, فيكون لها شأن, وأي شأن, بالأمة العربية.

20- ثم جاء الإسلام ليتوحد الدين ويكتمل. *( هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهر على الدين كله )*(الفتح: 28).*( ألا لله الدين خالص )* ( الزمر: 3). جاء شاملاً في المضمون ما جاءت به الادين السابقة مما يتسق مع كونه آخر الرسالات. فهو الدين منذ ابراهيم حتى محمد . *( قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيما ً ملة ابراهيم ) *( الأنعام: 161 ). *( وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقاً لمابين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه )* (المائدة: 48 ).

ولقد كان المضمون المشترك في كل الأديان السماوية هو الاخلاص. *( قل هو الله احد الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً احد )*. ثم اضافت التورة إلى التوحيد الوصايا العشر.

تبدأ " أني أنا الباقي إلهكم الذي لا تشرك بي شيئاً. لا تعمل في اليوم السابع. اكرم اباك واماك... لاتقتل. لاتزني. لاتسرق. لاتشهد على قريبك شهادة زور. لا تسلب مال قريبك. لا تشته زوجة قريبك( سفر الخروج. اصحاح 20 -17 ) انها الوصايا إلى المجتمع القبلي تحمل بصماته حين يقتصر التحريم على ما يضير الأقارب وحين يقتصر العمل على ستة أيام تقليد سابق على رسالة موسى.

فجاء المسيح عليه السلام لينزع عن تلك الوصايا لباسها القبلي ويحيلها إلى مواقف " روحية " مجردة من كل مايتصل بظروف الحياة على الارض. حولها إلى مثل عليا من القيم الانسانية غير متوقفة على ظروف الانسان. قال: " قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل. ومن قتل يكون مستوجب الحكم. وأما أنا فاقول لكم إن كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم "..

" قد سمعتم إنه قيل للقدماء لاتزن . وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه. فإن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقـلعها والقها عنك ".... " أيضاً سمعتم أنه قيل للقدماء لا تحنث بل اوف للرب أقسامك. وأما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة "... " سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن . وأما أنا فأقول لكم لاتقاوموا الشر. بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الأخر ايضاً "... " سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. فأما أنا فأقول لكم احبوا أعداْكم. باركوا لاعينكم "... الخ . ( انجيل متى. اصحاح 5 آية: 21 – 48 ). في ألآية الأخيرة من الا صحاح يحدد المسيح عليه السلام غاية الوصايا بأنها الكمال الإلهي. " فكونا أنتم كاملين كما أن أبكم الذي في السموات هو كامل ".

جاءت الوصايا العشرهذه في القرآن نظاماً للتعامل بين الناس في حياة إنسانية واقعية. لاقبلية ولاتجريد ية. جاء ت متتابعة في ثلاث آيات من سورة الأنعام: *( قل تعالوا أتل ماحرّم ربكم, عليكم (1) ألآّ تشركوا به شيئاً (2) وبالوالدين احساناً (3) ولا تقتلوا اولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم(4) ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها ومابطن (5) ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون (6) ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشّده (7) وأوفوا الكيل والميزان بالقسط, لانكلف نفساً إلاّ وسعها(Cool وإذا قلتم فاعدلوا ولوكان ذا قربى, (9) وبعهد الله افوا ذلكم وصّاكم به لعلكم تذكّـرون (10) وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )* الآيات ( 151, 152, 153).

21- وكان لابد – لكي يكتمل الدين انتماء كما اكتمل مضموناً – من أن يكون الإسلام رسالة إلى الناس كافة ومفتحوحا لانتماء الناس جميعاًبصرف النظر عن انتماءاتهم الاسرية أو العشائرية أو القبلية أو الشعوبية أو القومية. وقـد كان. ( قـل يا أيها الناس اني رسول الله اليكم جميعاً )* ( الأعراف: 158). *( وماأرسلناك إلا كافة للناس ). (سبأ : 28). هذا هو الجديد على الانسانية مما جاء به الإسلام. ليس دقيقا فيما نرى – مايقال من أن الإسلام متميز عن غيره من الأديان بالتوحيد. فـقـد علمناالقرآن أن كل الرسل والأنبياء كانوا يدعون اقوامهم إلى عبادة الله وحده وينفون الشرك في كل مظاهره الفكرية والوثنية, كما أن قواعد التعامل فيما بين المؤمنين كما جاءت في القرآن لم تكن جديدة على الأديان وإن كانت أكثر اكتمالاً. إنما الذي يميز الإسلام حقا هوما حقق به آخر وأرقى مراحل تطور علاقة الانتماء الديني. وحدة البشر في الدين في كل مكان و في كل زمان لتتسق مرة واحدة والى الابد, وحد ة الدين مع وحدة الكون مع وحدة البشر. وليس أبلغ و اروع من التدليل على لزوم هذا الأتساق لصالح البشر, وعلى أنه مناط الصلاح في الكون, من أنّ الله يتخذه حجة على وحدانيته ( لوكان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا)*.(الانبياْ: 22).





ترقبوا الحلقة القادمة __ بعنوان: أمة الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدين والمجتمع(تتمة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات التربية و التعليم الاعدادي. :: منتدى التربية الإسلامية-
انتقل الى: