منتديات التربية و التعليم الاعدادي.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات التربية و التعليم الاعدادي.

من اجل تربية راشدة و تعليم مثمر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدين والمجتمع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بوزاكو مصطفى السوسي




عدد الرسائل : 335
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 18/06/2008

الدين والمجتمع Empty
مُساهمةموضوع: الدين والمجتمع   الدين والمجتمع Emptyالأحد يونيو 22, 2008 12:55 pm

17- فهل يكون ذلك لآن عدم تشابه, أو تعارض أو تناقض, علاقة الانتماء إلى الإسلام وعلاقة الانتماء إلى العروبة يثير وهم انتـفاءالعلاقة بين الإسلام والعروبة إلى حد الاستغناء بأحدهماعن الأخر ؟ قد يكون. والمسلم المؤمن لاتغنيه عن دينه أرض الدنيا كلها. والعربي القومي لا تغنيه عن أمته كل أمم الأرض. وما يثير الأوهام إلا الجهل. وهو – هنا- جهل بالإسلام وجهل بالعروبة فجهل بالعلاقة " العضوية " بينهما.

الجهل بالإسلام يؤدي إلى أخذه على أنه مجرد دين فلا يحيط بما يميز الإسلام من بين الأديان. والجهل بالعروبة يؤدي إلى أخذها على أنها مجرد أمة فلا يحيط بما يميز الأمة العربية من بين الأمم. (تمييزا وليس امتيازا). فإن اجتمعا انتفى العلم بمان بين الإسلام خاصة والأمة العربية خاصة من علاقة خاصة لامثيل لها- فيما نعرف من تاريخ الأديان والأمم – بين أي دين وأية أمة فهل نبدأ من البداية ؟

قـلنا ونعيد إن الأصل في " الدين" عامة أنه كان عنصرا ً من عناصر التكوينات الاجتماعية المختلفة التي كانت وحدة " الأصل " محور تكوينها (الأسر والعشائر والقبائل) وانقلب الأجداد الذين ماتوا آلهة يعبدهم نسلهم من الأحياء, ويتميزون بهم عن ذوي " الأجداد –الألهة " الاخرين. ثم استقر " الإله " مميزا ً لكل قبيلة, فكان لكل قـبيلة إلهها الخاص تختاره طبقا لظروفها الخاصة, وتعبده طبقا لتقاليدها الخاصة, وتلتمس منه العون في تحقيق مصيرها الخاص. فإذا تعددت مشكلاتها لم يكن ثمة مايمنع أن يكون لكل قبيلة أو مجموعة من القبائل عدد من الآلهة يختص كل منهم بإ سداء العون في واحدة من تلك المشكلات على ماكانوا يعتقدون. فثمة إله للحرب, وإله للزرع, وإله للصيد, وإله للملاحة, وإله للحب أيضا... الخ, ولكنها, حتى وهي مجموعة خاصة, كانت تقوم بالوظيفة المشتركة للإله في المجتمعات القبلية ومادونها من مجتمعات عشائرية وأسرية, فهي " رمز" يجسّـد الوجود الاجتماعي المستقبل لكل جماعة ويميزها عن غيرها. كل هذا لايزال قائما في المجتمعات القبلية المعاصرة.

فلماجاءات الرسالات السماوية من عندالله إلى مجتمعات قبلية أرسل الى كل قبيلة رسولا من أبنائها يدعوها إلى إله واحد. *(ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )*(النحل:36). والأمثلة كثيرة في القرآن *(ولقد أرسلنا نو حا إلى قومه إني لكم نذير مبين)* (هود:25). *(وإلى عاد إخاهم هودا, قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون)*. (هود:50) . *( وإلى ثمود أخاهم صالحا ً, قال ياقوم اعبدوا الله مالكم إله غيره )* (هود: 61 ). *( والى مدين أخاهم شعيباً, قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره )*.*(هود: 84). وكان بنو اسرائيل من المجتمعات القبلية التي أرسل إليها خاصة, رسول من عند الله: أرسل إليهم موسى عليه السلام اولاً: *( وآتيناموسى الكتاب وجعلناه هدى لبني اسرائيل )*. ( الاسراء:2). *( وإذ قال موسى يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم)*. (الصف:5). ثم ارسل اليهم عيسى عليه السلام: *( وإذ قال عيسى بن مريم يابني اسرائيل إني رسول الله إليكم) * (الصف: 6).

ولقد كان كل الرسل الذين جاء ذكرهم في القرآن يحملون دعوة واحدة هي " التوحيد " , *( اعبدوا الله مالكم من إله غيره )* , ولكن لم تكن أي منها دعوة انسانية . نعني موجهة إلى الناس جميعا. غير أن هذا التوجيه قد بدأ محدوداً في رسالة موسى, ثم فتحت ابوابه في رسالة عيسى, لتتهيأ الانسانية لاستقبال رسالة محمد, عليهم السلام جميعاً.

فلقد أمر موسى بأن يتجاوزبرسالته محيط قبيلته من بني إسرائيل, وبأن يذهب الفرعون*( اذهب إلى فرعون إنه طغى )* (طه:24) فتدخل الحذر القبلي من الاتصال بغير أبناء القبيلة, فالتمس موسى من مصادر القوة مالم يكن في حاجة إليه وهو آمن في القبيلة. *( قال رب اشرح لي صدري. ويسر لي أمري. واحلل عقدة من لساني. يفقه قولي. واجعل لي وزيراً من اهلي. هارون أخي. اشدد به أزري )* ( طه: 25- 31). *( قال قد اوتيت سؤلك يا موسى )* ( طه: 36). *( اذهب انت واخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري اذهبا إلى فرعون إنه طغى )* (طه: 42, 43).

موسى وهارون يحملان رسالة الى من لاينتمون الى بني اسرائيل. إلى طاغية معين بصفته حاكماً (فرعوناً) في مصر, والى طاغين معينين بالاسم: قارون وهامان *(وقارون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الارض و ما كانوا سابقين )* ( العنكبوت: 39). كانت تلك بداية خروج الرسالة الدينية من الإطار القبلي إلى الإطارالشعبي. فقد كان الناس في مصر مستقرين في وادي النهر لايتمايزون فيما بينهم بما يميز القبائل من وحدة النسب الحقيقي أوالموهوم وكانت آلهتهم رموزا للبيئة الجغرافية ولم تكن رموزا لحدود قبائل متجاورة. وكان فوقهم فرعون إلها وابن إله وملكا ومالكا وحيداً للأرض والناس وخالداً بعد الموت لايموت. فكانت رسالة موسى وأخيه هارون موجهة إلى " شعب " في مصر مخاطبا في شخص حاكمه فرعون ورجاله .

ولكن هذا الخروج بالدين من الاطار القبلي إلى الإطار الشعبي بقي محدوداً في وسيلته وفي مداه. وإنا لنفهم من الآيات أن موسى وهارون لم يذهبا الى فرعون ويواجهاه منفردين بدون حشد قبلي من بني اسرائيل. إذ ما ان رفض فرعون الاستجابة للرسالة وبدأت المطاردة حتى طارد فرعون وجنده " بني اسرائيل" وليس موسى وهارون وحدهم. وأنجي الله" بني إسرائيل" وليس موسى وهارون وحدهما. *( يا بني إسرائيل قد انجيناكم من عدوكم )* . (طه: 80). فـنلاحظ أن رفض فرعون رسالة موسى وهارون كان عند بني اسرائيل عداء لهم جميعا. وتل إحد خصائص المجتمعات القبلية . كل هذا يعني – عندنا – أن موسى وهارون لم يكونا وحدهما منذ البداية, بل كانا يبلـّغان الرسالة في حماية قبلية. وقد يكون ذلك ما افزع فرعون فحسب الأمر ستاراً للاستيلاء على الحكم فنراه يحشد قومه تحت شعار الملك. *( ونادى فرعون في قومه ياقوم أليس لي ملك مصر )* ( الزخرف: 51). ثم إن موسى لم يرسل إلى شعب آخر مرة ثانية.

أياً ماكان الأمر فإن المسيح عيسى بن مريم هو الذي سيسمو بالدين فوق الانتماء القبلي والشعبي ويطرح لأول مرة وحدة الدين في الإنسانية, أو وحدة الانسانية في الدين, ويبشر بأنه يمهد لتقبل رسالة الإسلام. فلقد عرفنا من القرآن, أنه, عليه السلام, كان رسولا إلى بني اسرائيل. وقد بقي كذلك ما رسولا. ولكن رسالته اليهم كانت تتضمن إضافة إلى ما حمله موسى. كانت تتضمن دعوة وبشرى بالخروج من مضيق علاقة الانتماء القبلي إلى رحاب الأخوة في الدين. *( واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لمابين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد )* ( الصف: 6) فلما كذبوه حدث ذلك الحدث الجليل الذي تطور به الدين فأصبح علاقة انتماء إلى السماء بعد أن كان مقترنا بعلاقات الانتماء العشائرية على يد إبراهيم ونوح, والقبلية على يد هود وصالح وشعيب وموسى. سقطت علاقات الانتماء العشائري والقبلي, وسميت علاقة الانتماء الديني لتكون في " الله" الواحد الأحد وحده. قص علينا القرآن قصة تلك الطفرة العظيمة في الاية 52 من سورة آل عمران. قال: *( فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري الى الله, قال الحواريون نحن أنصار الله, آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون )*.

18- إنا نتابع تطور الدين على مستوى علاقته بتطور التكوين الاجتماعي من ال عشيرة الى الشعب, لنصل إلى حيث نرى علاقة الدين بالأمة أو علاقة الإسلام بالعروبة وهو موضوعنا الأصيل. وليس مما يلزم لبيان ما نريد أن نعرض لتفصيل مضمون الشرائع كيف تطوّر متسقاً مع تطور المجتمعات. ومع ذلك لانرى بأسا في أن نشير إلى ما تضمنه الشريعة الموسوية من خصائص ماتزال تحمل الطابع القبلي. وما هذا مع علمنا [ان ما يقال له " التوراة " المتداولة الان, ليست كلها من تلقاه موسى, وبأنها كتبت قبل أن تكتشف " التوراة – الرسالة " في عهد الملك يوشّيا بعد وفاة موسى بنحو سبعة قرون ( سفر الملوك الثاني, اصحاح 22) وأن الأناجيل الأربعة هي ما كتبه أربعة من تلاميذ المسيح عليه السلام. كل منهم روى في انجيله ماحفظته ذاكرته مما قال السيد المسيح. إلا أن تلك الكتب وما أضيف اليها من شروح هي مصادر الشريعتين كما يعيشه اليهود والنصارى في الغالب من مذاهبهم.

إن أظهر الخصائص القبلية في كتاب " التوارة" الموضوع الحرص الفائق على بيان الأنساب. إنه يتضمن تاريخ العالم لا على اساس التطور البشري أو المادي أو تتابع الأحداث إلاجتماعية السليمة أو الحربية, بل مبتدئا بمن تزوج, ثم كم أنجب, ثم يتتبع الأولاد وأولاد الأولاد ومن تلاهم جيلا جيلا, اسماً اسماً, الى ان يصل الى البناء القبلي لبني اسرائيل ليقول و أو ليبث, أن كل اليهود في كل مكان من الأرض, ومن أي جنس وأي لون هم سلالة الاسباط الاثني عشر ابناء يعقوب ( اسرائيل) بن اسحاق بن ابراهيم. هذه العناية بإثبات وحدة الأصل العرقي واحدة من أهم مميزات المجتمع القبلي لأن وحدة النسب هي مناط الانتماء إلى القبيلة. ( مقابل " الهوية " مناط الأنتماء إلى الدولة في عصرنا الحديث ). ولقد كانت كل القبائل, وما تزال, تحرص على حفظ انسابها كما حرص اليهود في التوراة.

ولم تكن القبائل العربية أقل حرصا على أنسابها منهم أو من غيرهم. ثم يأتي الإله الخاص " يهوة " الذي وعد شعبه بأن يقوده " إلى مدن عظيمة لم تبنها, وبيوت مملوءة كلّ خير لم تملأ ها, وآبار محفورة لم تحفرها وكروم زيتون لم تغسرها " ( سفر التثنية. اصحاح 6 آية 11) ثم يأتي الرمز القبلي للقوة ( الطوطم ). وهو عندهم جبل صهيون حيث التقي " يهوه بجدهم يعقوب وتصارعا مصارعة جسد ية لم يهزم فيها يعقوب فأعجب الإله به وباركه واختاره وأسماه اسرائيل" ( سفر التكوين: 32آية 25-29). ثم التضامن البشري والمالي بين افراد القبيلة فـتصبح أرملة الأخ المتوفى زوجة لأخية بعد وفاة بدون حاجة إلى إيجاب أوقبول أوعقد حتى لا تشّرد أنثى من القبيلة بشخصها أو بما لها. ولقد كان هذا النظام سائداً في القبائل العربية قبل الإسلام حيث كانت زوجة الأب المتوفى تصبح زوجة لابنه فحرّمه الإسلام. واخيراً العداء, بدون حد أوقيد تشريعي أواجتماعي أو اخلاقي, لمن لا ينتمون إلى القبيلة. قال حكماء صهيون: " اضربوهم وهم يضحكون. اسرقـوهم وهم لاهون. قيدوا أرجلهم وانتم را كعون.ادخلوا بيوتهم واهدموها. تسللوا إلى قلوبهم ومزقـوها " ومن قبلهم قال إله بني اسرائيل " إني ادفع الى ايديكم سكان الأرض فتطردهم من امامك. لا تقطع معهم ولا مع آلهتم عهداً. لايسكـنون في ارضك.لئلا يجعلوك تخطىء" ( سفرالخروج: اصحاح 23 آية 22 و23). إن حديث إله بني اسرائيل عن آلة اخرين بدون إنكار مكتفيا بمنع التعاهد معهم واضح الدلالة على ما تحمله التوارة الموضوعة من آثار العصر القبلي, حيث لكل قبيلة إله تعبده, فـيرعاها.

عكس هذا تماماً ما جاء ت به المسيحية. لقد جاء ت المسيحية تقدم إلى الناس علاقة انتماء إلى " ملكوت الله " بديلاً عن علاقات الانتماء العرقية والاقتصادية. هذا هو جوهر الديانة المسيحية. أخوّة البشر جميعاً في الله ودعوتهم إلى أن يتحرروا من علاقات الانتماء القبلية و الاقتصادية لينتموا إلى ملكوت الله. أما عن الانتماء الاقتصادي ( الملكية ) التي تميز الناس بعضهم عن بعض, فقد أدانها السيد المسيح ادانة حاسمة. " وفيما هو خارج إلىالطريق, ركض واحدوجثا له وسأله: أيها الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ فقال له يسوع: لماذا تدوعني صالحاً. ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله. أنت تعرف الوصايا: لاتقتل, لا تسرق, لا تشهد بالزور, لاتسلب, اكرم أباك وأمك. فأجاب وقال له: يامعلم هذه كلها حفظتهامنذ حداثتي. فنظر إليه يسوع وأحبه وقال له: يعوزك شيء واحد اذهب وبع كل مالك وأعط الفقراء فـيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملاً الصليب. فاغـتم على القول ومضى حزيناًلأنه كان ذا أموال كثيرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدين والمجتمع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات التربية و التعليم الاعدادي. :: منتدى التربية الإسلامية-
انتقل الى: