من بواعث الأسف إن التبعات الناجمة عن انتشار ظاهرة العنف ضد النساء لا يمكن تحليلها لأن هذه الجريمة البشعة لا ترتكب على مرأى الناس وكذلك لعدم توفر المعلومات والإحصاءات الدقيقة حولها ولكن يمكننا أن نعتبر الخوف من أكبر تبعات هذه الحالة. فالخوف من التعرض للعنف يمنع النساء من التفكير بالحياة المستقلة والاستغناء عن الدعم الرجالي والذي يكون في حالات كثيرة سبباً لتعرضهن إلى الأذى والإبقاء على تابعيتهن للرجال مما يعرقل مسيرة اقتدار المرأة. إن الخوف من العنف يؤدي إلى اضمحلال القابليات المكنونة في المرأة والتي تمكنها من إحراز التقدم وتحسين ظروف المجتمع.
إضافة إلى ذلك، فإن تعرض النساء للعنف إلى جانب ما يصيبهن من أضرار جسمية عنيفة ومن إعاقات أشارت إليها تحقيقات العقود المنصرمة الجارية في مجتمعات مختلفة، يترك في نفسية ضحاياه بصمات وخيمة مستعصية العلاج، منها: الكآبة المزمنة، اختلالات الشخصية، الاضطراب الشديد والاختلالات النفسية ـ الجسمية.
وأخيراً من التبعات النفسية السيئة للعنف ضد النساء، اضمحلال الشخصية وشل قدرة المرأة على اتخاذ أي قرار من الناحية النفسية وهي حالة تسمى بالإيذاء وتتضمن الشعور بالخوف، تحمل شتى المواقف والظروف وكذلك الإصابة بالكآبة التي تدفع المصاب إلى الانتحار في بعض الحالات.
وهناك ثلاثة أساليب طيبة تتخذ لمعالجة النساء المتعرضات للعنف، هي:
العلاج الفردي، العلاج الجماعي والعلاج الثنائي.
ويتأتى للنساء بالعلاج الفردي، إن تمّ عن طريق متخصصين مقتدرين، استعادة شعورهن بعزة النفس والاستقلال.
والعلاج الجماعي ويمكنه التوصل إلى نتائج مثمرة جداً ويشمل اجتماعات للمرضى بإشراف أخصائي متمرن، تتبادل النساء خلاله معلوماتهن ويناقشن مشاعرهن مما يأخذ بأيديهن للوصول إلى مردودات إيجابية واتخاذ قرارات سليمة.
العلاج الثنائي وهو من أفضل الأساليب العلاجية المتبعة في هذا السياق.
ومن المؤسف أن أكثر المصابين وخاصة ممن اشتدت حاجتهم لمعونة الأخصائيين النفسيين ينبذون العلاج اكثر من غيرهم فهم لا يعللون عنفهم ضد زوجاتهم بمعاناتهم الشخصية من مشكلة ما ويرون أنهم براء من كل حالة غير طبيعية. وتخاف المرأة من طرح هذه القضايا لكي لا ينتهي بها الأمر إلى استخدام نوع آخر من العنف ضدها. أوصي هؤلاء الأزواج بمراجعة الأخصائيين على انفراد لفترة من الزمن وعدم اللجوء إلى العلاج الثنائي في الوهلة الأولى